تعد محبة الله من أعلى درجات المحبة.
الله يشمل بمحبته الواسعة كل مخلوقاته. كل البشر بدون استثناء ويريد لهم الخير.
فاعلم أيها القارئ العزيز أن الله يحبك و الدليل على ذلك:
الله خلقك في أحسن صورة. جاء في سفر التكوين:
أن الله عند خلق الإنسان قال عنه: . “فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.”(تك 1: 27-28).
أنت ابن آدم وحواء. خلقك أعطاك الحياة في هذه الدنيا ويريد أن يباركك كما بارك آدم وحواء أبوينا الأولين.
يريد سماع صوتك في الصلاة إليه ويريدك أن تشعر بوجوده وأن لا تهرب منه مثل آدم وحواء عندما أخطأوا وأصبحوا عريانين وخافو وحاولوا أن يختبؤوا ويغطو عريهم، عوراتهم بأوراق التين.
رغم أن آدم هو الذي عصى أمر الله وأكل من الشجرة المحرمة التي نهاه الله الأكل منها. إلا أن الله لم يترك آدم ليضيع ويبتعد عن الله بسبب غواية الشيطان. فقد ورد في كلمة الله في سفر التكوين:“وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟»“(تك 3: 8-11).
إنه رغم سقوط آدم وفشله في حفظ الوصية والإلتزام بها سمح للشيطان أن يغويه ومع ذلك الله يبحث عنه. وهذا لا يعني أن الله لا يعلم أين يوجد آدم وحواء. بل سأل آدم لكي يعرف أن الله يحبه يبحث عنه ويهتم به رغم أنه قد أخطأ وعصى وصية الله له.
أنت أيها القارئ العزيز، الله خلقك أعطاك فرصة في الحياة الدنيا لكي تشكره تحمده.تعلم أنه يحبك، يهمه أمرك. وتعلم أنك مذنب. أنا وأنت خطاة عصاة. الله يريد منا أن نتوب ونرجع إلى الله، وأنه سبحانه و تعالى يحبنا وهو غفور رحيم. لهذا أرسل يسوع المسيح له المجد برهان رحمته ومصدر غفرانه، وما علينا سوى قبول المسيح لكي نتصالح مع الله. “وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ،”(2 كو 5: 18).
الله يحبك ولا ينساك فكيف تنساه.
الله يحبك ولا يريد لك الهلاك. لهذا أرسل المسيح لينقذك من الهلاك لتؤمن به.
“لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”(يو 3: 15)
الله محبة يريد لك الخير “الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.” (1 تي 2: 4.)