ما هي الصلاة؟
السؤال

ما هي الصلاة؟

 قال يسوع :”اسهروا ،مواظبين على الصلاة.”

اللهم أنت الهي ،واليك ابتكر إليك ظمئت نفسي كالأرض القاحلة المجدبة لا ماء فيها تتوق إلى الغيث.

 أنت فرحي، لك تسبح شفتاي و كل ما تفعله يبهرني،

يداي مرفوعتان إليك لتباركك إن محبتك أطيب من الحياة

(المزمور 63)

الجواب

ما يقوله المسيحيون

* الصلاة تحدث إلى الله:

المسيحيون اذا صلوا يلجاؤن إلى ثلاثة مواقف أمام الله :

  • المثول أمام حضرته ، فالإصغاء إليه و تمجيده و الإعجاب به و عبادته و الإفصاح عن الرغبة في العيش معه والتقائه :إنها صلاة العبادة
  • مؤانسة الله و التحاور و إياه ، يتحدث المؤمن مع الله فيحدثه عن الحياة اليومية ،و عما يكشف حياة البشرية من أفراح و اتراح، راجيا أن تتحقق مشيئة في كل زمان ومكان ،إنها صلاة الدعاء والطلب.
  • و رفع التسبيح و الشكر إلى الله لما يغدق علينا من نعم و ما يحققه من عظائم و لما ينجزه الإنسان بنعمه من عجائب، إنها صلاة التمجيد.
  • و إذ يبادر المسيحيون إلى الصلاة فانهم يتخذون من الله موقف الأبناء تجاه أبيهم و ليس فقط موقف الخلق من الخالق.

* الصلاة دخول في صلاة يسوع:

  • يرى المسيحيون في المسيح عنوان الصلاة و المصلي الأكبر والأمثل . فلا صلاة تضاهي صلاته قط ولا انس انسه. نراه قبل أن يباشر بحياته العلنية مبشرا ينزوي في البرية أربعين يوما مصليا و غالبا ما يتحدث الإنجيل عنه فيرينا إياه و هو معتزلا مع أبيه ،يؤاسه و يناجيه و يتحدث إليه. و هو إذا علق على الصليب سأل إياه أن يتقبله قائلا:”أبتاه بين يديك اجعل روحي”.
  • المسيحيون يعتبرون المسيح معلم الصلاة الأكبر ،فقد دعانا إلى الصلاة و أوصانا بالا تقتصر الصلاة على تحريك الشفاه ، و القيام بالحركات بل أن تكون صلاة حميمة تتم بقلب مفعم تواضعا و ثقة ومحبة و أن نواظب على الصلاة في كل حين فقال :”فأنت إذا صليت  فادخل حجرتك لا تطيل الكلام، فأبوكم يعلم ما تحتاجون إليه.
  • يسوع المسيح يحمل صلاة المسيحيين إلى الله خاصة . و صلاة كل إنسان عامة. لقد توجه إلى أبيه ساعات قبل موته :” أبتاه أند ادعوا لهم، احفظهم ليكونوا فينا واحد ويكونوا بهم ما بي من الفرح النام احفظهم من الشرير و قدسهم في الحق”.(يوحنا 17 :9).

* صلاة المسيحي مرتبطة بحياته:

  • صلاة المسيحيين مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياتهم، بل تعيد بهم دوما إلى الحياة . تاريخ الكنيسة العريق يؤكد على ضرورة الربط رباطا وثيقا لا انفصام فيه بين العبادة و المعاملة بين الأقوال الأفعال. الصلاة و العمل  ليس من يقول لي يا رب يا رب . يدخل ملكوت السماوات . بل كل من يعمل إرادة أبي .”(منى 17: 9).
  • فتكون الصلاة بالتالي تعبيرا صادقا عن محبتنا لله و عن التزامنا بتغيير حياتنا ،أو على الأقل دعاء نرفعه إلى الله ليساعدنا على التخلي بالرضى . أي أن نرضى بان يغيرنا هو بنعمته :”انك أنت اله حصني فلماذا أقصيتني؟ أرسل نورك و حقك فهما يهديانني.
  • فتصبح الحياة كلها إذ ذاك صلاة متواصلة.

ما يفعله المسيحيون

  • تختلف صلاة المسيحيين تمشيا مع الأزمنة و الأمكنة فهي تستطيع بطابع الثقافة المحلية التي تنشأ فيها.

إلا ان الصلاة مهما اختلفت أشكالها فيها من الوحدة ما يميزها من غيرها من الصلوات.

  • أوقات متميزة:هناك أوقات متميزة مواتية للصلاة اكثر من غيرها. فالمسيحيون عادة يصلون مرتين في النهار و مرة في الصباح و أخري في المساء أما الأحد فهو اليوم المفضل للصلاة، و حتى إذا اجتمع المسيحيون معا احتفلوا بسر موت و قيامة المسيح و هذا ما يسمى القداس الإلهي.

و هناك أعياد يحتفل بها المسيحيون على مدار السنة يحيون فيها ابرز مراحل حياة المسيح كالميلاد و الفصح و العنصرة. كما أن هناك أعيادا متميزة  أخري يحتفل فيها المسيحيون بالعذراء مريم و القديسين. و زد على ذلك أيام الصوم على مر السنة.

  • أمكنة متميزة:هناك أمكنة متميزة تساعد على الصلاة اكثر من غيرها. فالمسيحيون و أن أتيح لهم أن يصلوا في كل كان، فان الكنيسة تظل المكان المفضل لهم لتأدية الصلاة. و من المسيحيين من يجدون العكوف على الصلاة في الكنائس من أجواء يكتنفها السكوت و الهدوء و السكينة. كما ان هناك من يجد الانزواء في الأديرة أو المزارات جماعات أو فرادى.
  • صلوات متميزة:و هناك صلوات متميزة مفضلة يتلوها المؤمنون بطيبة خاطر. كالصلاة الربانية: أبانا الذي في السموات… و”الصلاة الملائكية” و السلام عليك يا مريم…  وتلاوة و المزامير و المشاركة في القداس.
  • الصوم و الصلاة:ورغبة منهم في إزكاء الصلاة في قلوبهم يلجأ المسيحيون أحيانا إلى صور (من رسوم و لوحات و تماثيل و صلبان) تمثل من إليه توجه الصلاة. و هذه الصورة لا تعدو كونها وسائل مادية لا اكثر و لا اقل. فالصلاة لا توجه إلى صورة بحد ذاتها، و هو أمر بديهي غني عن الشرح. كما انهم يحبذون تلاوة المسبحة.
  • أهل الصلاة:مند عشرين قرنا و نرى عددا وافرا ممن يقفون حياتهم رجالا و نساءا على العبادة. و ذلك بدعوة ملحة آتية من الله تحثهم على مغادرة الحياة اليومية. مكرسين حياتهم للصلاة. انهم لفيف الرهبان و الراهبات. و من بينهم من يختار حياة النسك يعيشون في صوامعهم.

أما الأغلبية منهم فيعيشون جماعات في كنف رهبانيات معترف بها من قبل الكنيسة، و لا يتورعون من دعوة من يرضون إلى المشاركة صلاتهم في أديرتهم في بعض المناسبات.

اسهروا مواظبين على الصلاة

آخر الأسئلة
img

من هو مؤسس المسيحيّة؟   السؤال الأول: من هو مؤسس المسيحية، يسوع المسيح أم بولس؟ وهل أسس يسوع ديناً عالمياً، أم قصر جهوده على شعب اليهود؟  ألم يستخدم بولس اسم يسوع وشهرته في إذاعة آرائه؟  وهل كان يسوع سيد بولس؟

img

من هو المسيحي؟

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x