الدين والتدين في بلاد فارس

 الدين في بلاد فارس

 

ايران حاليا

قدماء الفرس يلتقون مع الهند في عبادة «مترا» إله النور وتسمية الإله باﻟ «أسورا» أو إله اﻟ «أهورا» وإن اختلفوا في إطلاقه على عناصر الخير والشر، فجعله الفرس من أرباب الخير والصلاح وجعلته الهند من أرباب الشر والفساد.

البابليون عرفوا عبادة «مترا» في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ورفعوه إلى المنزلة العلية بين الآلهة التي تحارب قوى الظلام.

واخد الفرس من البابليين والبابليون  أخذوا منهم سنة التسبيع في عدد الآلهة، وجعلوا  الإله أورمزد على رأس سبعة من أرباب الحكمة والحق وقوى الطبيعة وأنواع اخرى.

ولم تخل الديانة المجوسية من عقائد الطورانيين؛ لأن «زرادشت» عاش بينهم زمنًا وبشرهم بدينه فاضطر إلى مجاراتهم في عباداتهم ليجاروه في عبادته، وأدخل أربابًا لهم في عداد الملائكة المقربين.

ويعتقد المجوس في بعض أساطيرهم أن «زروان» أبو الإلهين إله النور والظلام، ولعل «زروان» هذا صنو لإله البابليين «نون» أو القدر الذي يتسلط على الآلهة كما يتسلط على المخلوقات.

وقد آمن المجوس بالعالم الآخر كما آمن به المصريون، وآمنوا كذلك بالثواب والعقاب في الدار الآخرة، وقالوا بقيامة الموتى ونهاية العالم وبعث الأرواح للحساب في يوم القيامة، ولعلهم جمعوا بذلك بين عقيدة الهند في نهاية العالم وعقيدة المصريين في محاسبة الروح ووزن أعمالها في موقف الجزاء.يوم الحساب.

جرس «الجينفات» وعذاب النساء:

تبدأ رحلة المعراج، بعبور «فيراف» على جسر «الجينفات» «العبور»، وهو حسب المعتقد الزرادشتى «فى الأفستا- الكتاب المقدس»، جسر تمر عليه الأرواح بعد الموت، لتسقط فى العذاب أو تصل إلى الجنة، العابرون فقط هم الناجون، بعد أن يتسع لهم الصراط ليسمح بعبورهم إلى معية الإله، وإلا السقوط فى الجحيم المظلم بعد أن يضيق الجسر مثل سيف رفيع لا يصلح للحركة عليه. فبمساعدة الروح المقدسة «سروش» عبر الكاهن الأعظم فيراف الجسر، وقابل عليه أعماله الخيرة على شاكلة فتاة جميلة عذراء، تبشره بنهايته السعيدة هو وأتباعه من المخلصين فى نهاية العالم

على أن «زرادشت» قد استخلص من أخلاط المجوسية عقيدة وسطًا بين العقيدة الوثنية الأولى والعقيدة الإلهية الحديثة، سواء في تصحيح الفكرة الإلهية أو مسائل الأخلاق ومسائل الثواب والعقاب.

فالخير عند زرادشت غالب دائم، والشر مغلوب إلى أجل مسمى، وما زال «أهرمن» يهبط في مراتب القدرة والكفاية على هذا المذهب حتى عاد كالمخلوق الذي ينازع الخالق سلطانه، ولا محيص له في النهاية من الخذلان.

تنص الديانة الفارسية على أن الإله أهورا مزدا لم يكن غيره في الوجود، فقام واوجد روحين هما( سبينتا ماينيو) و(أنغرا ماينيو)، وأعطاهم حرية الاختيار، فاختارت الأولى الخير وسميةبـ”الروح المقدس”، واختارت الثانية الشر ودُعيت بـ”الروح الخبيث”، ثم بدأ الصراع بينهما بين المقدس الخير والخبيث الشرير..

واما فيما يخص العبادات، عند الزرادشتية تقوم على القيام باالصلاة 5 مرات في اليوم، وتسبقها عملية تنظيف تشبه الوضوء، وبعد ذالك الوقوف في حضرة الإله وقرأة مقاطع من ترانيم الغاثا. ولم توصي الزرادشتية با الفرئض والواجبات سوى تطهير الجسم والملابس، مع أداء الصلاة في أي مكان، كما كان زرادشت ينهى ويحرم صنع الصور وعن نحث التماثيل للإله والملائكة، ويرفض الرهبانية والعزلة.

ويقال عن هذه الديانة أنها تعبد النار ، لكن أتباعها الديانة ان تقديسهم النار يعني اتخاذها رمزا للإله، لكن  بعذ ذالك و في وقت لاحق تم بناء المعابد المليئة بالصور والتماثيل، ومواقد للنار المقدسة..

وعلى صعيد العبادات، تتضمن الزرادشتية أداء الصلاة 5 مرات في اليوم، وتسبقها عملية تنظيف تشبه الوضوء، وتتضمن الوقوف في حضرة الإله وتلاوة مقاطع من تراتيل الغاثا. ولم تتطلب الزرادشتية القديمة سوى تطهير الجسد والملابس، مع أداء الصلاة في أي مكان، كما كان زرادشت ينهى عن صنع الصور والتماثيل للإله والملائكة، ويرفض الرهبانية والكهنوتية

واليهود لم يكن يتكلمون عن «الشيطان» قبل السبي أو قبل الإقامة في بلاد ما بين النهرين، فتكلموا عنه بعد أن شبهوه «بأهرمان» الذي يمثل الشر والفساد .

.واستعار الفرس من البابليين كما أعاروهم، فأخذوا منهم سنة التسبيع في عدد الآلهة، وجعلوا أورمزد على رأس سبعة من أرباب الحكمة والحق وقوى الطبيعة وأنواع المرافق والصناعات.

وقد آمن المجوس بالعالم الآخر كما آمن به المصريون، وآمنوا كذلك بالثواب والعقاب في الدار الآخرة، وقالوا بقيامة الموتى ونهاية العالم وبعث الأرواح للحساب في يوم القيامة، ولعلهم جمعوا بذلك بين عقيدة الهند في نهاية العالم وعقيدة المصريين في محاسبة الروح ووزن أعمالها في موقف الجزاء ،وقد ورد ذكر المجوس في الإنجيل المقدس انجيل متىإنجيل متى الفصا الثاني2 «

1 وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ

2 قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».

3 فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.

4 فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»

5 فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ:

6 وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».

7 حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.

8 ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ».

9 فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ.

10 فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا.

11 وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا.

12 ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.

13 وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».

14 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلًا وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.    »

بعد ان جمع الاخمينيون الكتب والنصوص المقدسة الزرادشتية القديمة، اعتنى بها الساسانيون الذين كانوا يجيدون الكتابة، ويستخدمون الرموز المسمارية الشائعة في عيلام وسومر وبابل، واصبحت الزرادشتية الدين الرسمي للساسانيين، واعادوا كتابة النصوص باللغة البهلوية او الفارسية. وفي الهند ترجمت من البهلوية الى الكوجراتية – لغة مقاطعة كوجرات. ويسمى الكتاب حاليا ب ( آفسـتا) كتـاب زرادشـت المقـدس والملاك فروهر

هكذا راينا ان الزرادشتية تعد الزرادشتية واحدة من أقدم الديانات في العالم التي ما تزال طقوسها تمارس حتى اليوم في مناطق عديدة، ومنها بعض مناطق كردستان العراق وما حولها. وذكرت دراسة أجراها مؤخرا “اتحاد الجمعيات الزرادشتية لأميركا الشمالية” عام 2012 أن مجموع أعداد الزرادشتيين في العالم يقدر بنحو 122 ألفا فقط، يعيشون في ايران والهند والعراق  مجموة قليلة في منطقة كردستان وتأتي الهند في المقدمة بنحو 61 ألفا ممن يطلق عليهم اسم “البارسيين”، 

بعد ان جمع الاخمينيون الكتب والنصوص المقدسة الزرادشتية القديمة، اعتنى بها الساسانيون الذين كانوا يجيدون الكتابة، ويستخدمون الرموز المسمارية الشائعة في عيلام وسومر وبابل، واصبحت الزرادشتية الدين الرسمي للساسانيين، واعادوا كتابة النصوص باللغة البهلوية او الفارسية. وفي الهند ترجمت من البهلوية الى الكوجراتية – لغة مقاطعة كوجرات. ويسمى الكتاب حاليا ب ( آفسـتا) كتـاب زرادشـت المقـدس والملاك فروهر

وذكرت دراسة أجراها مؤخرا “اتحاد الجمعيات الزرادشتية لأميركا الشمالية” عام 2012 أن مجموع أعداد الزرادشتيين في العالم يقدر بنحو 122 ألفا فقط، يعيشون في ايران والهند والعراق  مجموة قليلة في منطقة كردستان وتأتي الهند في المقدمة بنحو 61 ألفا ممن يطلق عليهم اسم “البارسيين”، 

نتوقف هنا الآن الفلسفة الزرادشتية، باختصار وتبسيط شديدين.

اعداد أ-ابودرار

..الكتاب المقدس

ar.wikipedia.org/wik

 www.hindawi.org/books

www.youm7.com/story/2019/12

أحمد أمين سليم، (دراسات في حضارة الشرق الأدنى القديم)،

 سامي أبو شقرا، موسوعة الأديان، ج 1، د

المشاركة:
آخر المقالات
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x