
الإيمان
هل تعلم ماذا يقول الكتاب المقدس عن الإيمان؟
الإيمان هو حجر الزاوية في المسيحية. بدون الإيمان والثقة في الله فلا مكان لنا لديه. نحن نثق بوجود الله بالإيمان. إن غالبية الناس لديهم فكرة مبهمة ومفككة عن من هو الله، ولكن يعوزهم الشعور بالمهابة الضرورية لإعطائه مكانته الممجدة في حياتهم. إن هؤلاء الناس يفتقدون الإيمان الحقيقي والضروري لتكون لهم علاقة أبدية مع الإله الذي يحبهم. قد يفشل إيماننا أحياناً، ولكن لكونه هبة مجانية من الله، يقدمها لأولاده، فإنه يسمح بأوقات الضيقات والتجارب لإثبات حقيقة إيماننا وتقويته. لهذا يقول لنا الرسول يعقوب أن نحسبه “فرح حقيقي” لأن إمتحان إيماننا ينتج صبراً وينضجنا، ويقدم الدليل على أن إيماننا حقيقي (يعقوب 1: 2-4).
أمثلة للإيمان:
يعرف الإصحاح الحادي عشر من سفر العبرانيين بأنه “إصحاح الإيمان” لأنه يصف أعمال الإيمان العظيمة. بالإيمان قدم هابيل ذبيحة مرضية للرب (الآية 4)؛ بالإيمان أعد نوح الفلك في وقت لم يكن فيه مطر (الآية 7)؛ بالإيمان ترك إبراهيم موطنه وأطاع أمر الله بالذهاب إلى مكان لا يعرفه، ثم بإرادته قدم إبنه الوحيد للرب (الآيات 8-10، 17)؛ بالإيمان قاد موسى شعب إسرائيل في الخروج من مصر (الآيات 23-29)؛ بالإيمان قبلت راحاب جواسيس إسرائيل وأنقذت حياتها (الآية 31). كما يذكر الكثيرين من أبطال الإيمان الآخرين “الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ” ( 33-34). فمن الواضح أن وجود الإيمان يستدل عليه بالأفعال.
الإيمان هو حجر الأساس في المسيحية. بدون الإيمان والثقة في الله فلا مكان لنا لديه. نحن نثق ونتكل على الله بالإيمان.
ورد في رسالة العبرانيين 11: 1 أن الإيمان هو “الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى”. ربما لا يوجد عنصر آخر من عناصر الحياة المسيحية أكثر أهمية من الإيمان. ونحن لا نستطيع أن نشتريه أو نبيعه أو أن نعطيه لأصدقائنا. فما هو الإيمان وما هو الدور الذي يلعبه الإيمان في الحياة المسيحية؟ يقول القاموس في تعريف الإيمان بأنه “التصديق والإيقان أو الثقة في شيء أو شخص خاصة في غياب الأدلة المنطقية.” كذلك يتم تعريف الإيمان بأنه: “الثقة والتكريس في الله”.ويقول الكتاب المقدس الكثير عن الإيمان وأهميته. في الواقع، إن الإيمان من الأهمية لدرجة أنه بدون إيمان با الله من المستحيل إرضاؤه (عبرانيين 11: 6).
الإيمان هو الثقة في الإله الواحد الحقيقي دون أن نراه بأعيننا.
الإيمان ليس أمراً نصنعه بأنفسنا، وليس شيء نولد به او مايسم الإيمان با الوراثة، ولا هو نتيجة الإجتهاد في الدراسة والتحصيل العلميي أو السعي وراء الفلسفة والمنطق او الإندماج في الأمور الروحية. توضح رسالة أفسس :
“لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ.” (أف 2: 8).
من اعداد.أ. ابود رار