ما يقوله المسيحيون
* الصلاة تحدث إلى الله:
المسيحيون اذا صلوا يلجاؤن إلى ثلاثة مواقف أمام الله :
- المثول أمام حضرته ، فالإصغاء إليه و تمجيده و الإعجاب به و عبادته و الإفصاح عن الرغبة في العيش معه والتقائه :إنها صلاة العبادة
- مؤانسة الله و التحاور و إياه ، يتحدث المؤمن مع الله فيحدثه عن الحياة اليومية ،و عما يكشف حياة البشرية من أفراح و اتراح، راجيا أن تتحقق مشيئة في كل زمان ومكان ،إنها صلاة الدعاء والطلب.
- و رفع التسبيح و الشكر إلى الله لما يغدق علينا من نعم و ما يحققه من عظائم و لما ينجزه الإنسان بنعمه من عجائب، إنها صلاة التمجيد.
- و إذ يبادر المسيحيون إلى الصلاة فانهم يتخذون من الله موقف الأبناء تجاه أبيهم و ليس فقط موقف الخلق من الخالق.
* الصلاة دخول في صلاة يسوع:
- يرى المسيحيون في المسيح عنوان الصلاة و المصلي الأكبر والأمثل . فلا صلاة تضاهي صلاته قط ولا انس انسه. نراه قبل أن يباشر بحياته العلنية مبشرا ينزوي في البرية أربعين يوما مصليا و غالبا ما يتحدث الإنجيل عنه فيرينا إياه و هو معتزلا مع أبيه ،يؤاسه و يناجيه و يتحدث إليه. و هو إذا علق على الصليب سأل إياه أن يتقبله قائلا:”أبتاه بين يديك اجعل روحي”.
- المسيحيون يعتبرون المسيح معلم الصلاة الأكبر ،فقد دعانا إلى الصلاة و أوصانا بالا تقتصر الصلاة على تحريك الشفاه ، و القيام بالحركات بل أن تكون صلاة حميمة تتم بقلب مفعم تواضعا و ثقة ومحبة و أن نواظب على الصلاة في كل حين فقال :”فأنت إذا صليت فادخل حجرتك لا تطيل الكلام، فأبوكم يعلم ما تحتاجون إليه.
- يسوع المسيح يحمل صلاة المسيحيين إلى الله خاصة . و صلاة كل إنسان عامة. لقد توجه إلى أبيه ساعات قبل موته :” أبتاه أند ادعوا لهم، احفظهم ليكونوا فينا واحد ويكونوا بهم ما بي من الفرح النام احفظهم من الشرير و قدسهم في الحق”.(يوحنا 17 :9).
* صلاة المسيحي مرتبطة بحياته:
- صلاة المسيحيين مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياتهم، بل تعيد بهم دوما إلى الحياة . تاريخ الكنيسة العريق يؤكد على ضرورة الربط رباطا وثيقا لا انفصام فيه بين العبادة و المعاملة بين الأقوال الأفعال. الصلاة و العمل ليس من يقول لي يا رب يا رب . يدخل ملكوت السماوات . بل كل من يعمل إرادة أبي .”(منى 17: 9).
- فتكون الصلاة بالتالي تعبيرا صادقا عن محبتنا لله و عن التزامنا بتغيير حياتنا ،أو على الأقل دعاء نرفعه إلى الله ليساعدنا على التخلي بالرضى . أي أن نرضى بان يغيرنا هو بنعمته :”انك أنت اله حصني فلماذا أقصيتني؟ أرسل نورك و حقك فهما يهديانني.
- فتصبح الحياة كلها إذ ذاك صلاة متواصلة.
ما يفعله المسيحيون
- تختلف صلاة المسيحيين تمشيا مع الأزمنة و الأمكنة فهي تستطيع بطابع الثقافة المحلية التي تنشأ فيها.
إلا ان الصلاة مهما اختلفت أشكالها فيها من الوحدة ما يميزها من غيرها من الصلوات.
- أوقات متميزة:هناك أوقات متميزة مواتية للصلاة اكثر من غيرها. فالمسيحيون عادة يصلون مرتين في النهار و مرة في الصباح و أخري في المساء أما الأحد فهو اليوم المفضل للصلاة، و حتى إذا اجتمع المسيحيون معا احتفلوا بسر موت و قيامة المسيح و هذا ما يسمى القداس الإلهي.
و هناك أعياد يحتفل بها المسيحيون على مدار السنة يحيون فيها ابرز مراحل حياة المسيح كالميلاد و الفصح و العنصرة. كما أن هناك أعيادا متميزة أخري يحتفل فيها المسيحيون بالعذراء مريم و القديسين. و زد على ذلك أيام الصوم على مر السنة.
- أمكنة متميزة:هناك أمكنة متميزة تساعد على الصلاة اكثر من غيرها. فالمسيحيون و أن أتيح لهم أن يصلوا في كل كان، فان الكنيسة تظل المكان المفضل لهم لتأدية الصلاة. و من المسيحيين من يجدون العكوف على الصلاة في الكنائس من أجواء يكتنفها السكوت و الهدوء و السكينة. كما ان هناك من يجد الانزواء في الأديرة أو المزارات جماعات أو فرادى.
- صلوات متميزة:و هناك صلوات متميزة مفضلة يتلوها المؤمنون بطيبة خاطر. كالصلاة الربانية: أبانا الذي في السموات… و”الصلاة الملائكية” و السلام عليك يا مريم… وتلاوة و المزامير و المشاركة في القداس.
- الصوم و الصلاة:ورغبة منهم في إزكاء الصلاة في قلوبهم يلجأ المسيحيون أحيانا إلى صور (من رسوم و لوحات و تماثيل و صلبان) تمثل من إليه توجه الصلاة. و هذه الصورة لا تعدو كونها وسائل مادية لا اكثر و لا اقل. فالصلاة لا توجه إلى صورة بحد ذاتها، و هو أمر بديهي غني عن الشرح. كما انهم يحبذون تلاوة المسبحة.
- أهل الصلاة:مند عشرين قرنا و نرى عددا وافرا ممن يقفون حياتهم رجالا و نساءا على العبادة. و ذلك بدعوة ملحة آتية من الله تحثهم على مغادرة الحياة اليومية. مكرسين حياتهم للصلاة. انهم لفيف الرهبان و الراهبات. و من بينهم من يختار حياة النسك يعيشون في صوامعهم.
أما الأغلبية منهم فيعيشون جماعات في كنف رهبانيات معترف بها من قبل الكنيسة، و لا يتورعون من دعوة من يرضون إلى المشاركة صلاتهم في أديرتهم في بعض المناسبات.
اسهروا مواظبين على الصلاة