أنا سعيد جدا أن أشارك معك ملخص قصة إيماني بيسوع المسيح.
بداية، أنا في السابعة والثلاثون من عمري، متزوج منذ سنتين، وليس لدي أي طفل لحد الآن.
في يوم من الأيام من سنة 2019، كنت في زيارة لمدينة من أجل شراء خشب خاص لصنع أبواب و نوافذ لزبون طلب مني نوعا خاصا من الخشب والذي لا يتواجد في مدينتي. وجدته لدى نجار بمدينة القريبة منا.
لما وصلت زرت صديقا لي يعمل في الإدارة والذي لم ألتق به مند مدة طويلة. هاتفته ورحب بي، ودعاني لمرافقته لمنزله للأكل معا.
بعدما دخلنا إلى المنزل و جلسنا في صالة الضيوف، لاحظت مكتبة صغيرة تحتوي على بعض الكتب. وهناك كتاب أثار انتباهي يحمل عنوان “الحياة في المسيح”.
احتسينا الشاي معا وتحدثنا حول الأوضاع، العائلة، العمل. وبعد لحظة سمعنا آذان الظهر، واستئذنته إن كان يريد أن نذهب معا إلى المسجد من أجل الصلاة مع الجماعة. أجابني: يمكنك أن تذهب إلى المسجد إن أردت وأنا أنتظرك هنا إلى حين عودتك. قلت له: اسمح لي، لا أريد أن أتدخل في حياتك الشخصية. أنت حر. ولكن… ثم أجاب مباشرة قبل أن أتم كلامي وقال:
مسألة الصلاة والمسجد هي قصة طويلة. هناك العديد من الأشياء التي تغيرت في حياتي. كان ذلك منذ أربع سنوات، حين كنت أستمع إلى إذاعة أجنبية. وكانت الإذاعة تتحدث حول المسيح و الإنجيل. أثار الموضوع انتباهي، لأنني كما العديد من المغاربة، لم أسمع سوى ما هو سلبي حول المسيح و الإنجيل.
كان ممنوعا علينا أن نقرأ الكتاب المقدس، وكان ممنوعا أيضا أن يدخل الكتاب إلى بلدنا. ولدينا فكرة أن اليهود والمسيحيين قد غيروا كل شيء في التوراة والإنجيل، وأن من يسمع كلامهم ويترك الإسلام فهو مرتد وجزاءه هو القتل.
ثم توقف عن الحديث لأن زوجته دعته لإحضار صحن الطعام من لحم البقر و البصل والبرقوق معطر بالقرفة. والمرأة عادة لا تجلس مع الغرباء إن لم تعرفهم ولو كانوا أصدقاء الزوج.
بعد الغذاء، شكرته على كرمه وحسن ضيافته. ثم سألته إن كان ممكنا أن أستجير منه الكتاب المعنون “حياة المسيح”. قال لي: بالطبع وبكل سرور. أخذه من الخزانة و أعطاه لي قائلا: هذا الكتاب هو للقراءة و الإستعمال، وليس ديكورا للتزيين.
ثم ودعته على أساس أن ألتقي به مرة أخرى، وطلبت منه بإلحاح بضرورة زيارته لي في منزلي بمدينتي.
وفعلا، بعد شهر وعدة مكالمات هاتفية بيننا، زارني وجلسنا بمنزلي وتحدثنا حول عدة أمور. ثم قلت له: لما زرتك في المرة الأخيرة تكلمت عن عدة أمور حدثث في حياتك. لكن لم نكمل القصة حينها.
قال لي: جيد أنك لم تنسى ذلك، وهذا يعني أنك مهتم بالأمر. قال لي: لما كتبت رسالة تحمل العديد من الأسئلة وأرسلتها إلى الإذاعة التي كنت أستمع إليها وهي “إذاعة مونتي كارلو”. تمت الإجابة على أسئلتي التي طرحتها عليهم وأرسلو لي كتيب حول الإيمان و الغفران. كان ذلك سنة 2014.
لما قرأت ذلك الكتيب، وجدت نظرية أخرى وفكرة أخرى عن الغفران، والتي هي عكس ما تعلمته في الإسلام. استرسلت في الإستماع إلى الإذاعة وإرسال الأسئلة وتلقي الأجوبة. سنة بعد ذلك، تلقيت من الأخ (س) اقتراحا للقاء. وفعلا التقينا وجلسنا لمدة ساعة، متحدثين حول ما سمعته من برامج الراديو وما تعلمته من الكتيب الذي تلقيته من “مونتي كارلو”.
قلت له أنني آمنت بالمسيح ولكن أحتاج أن أعرف أكثر، وسألته: هل هناك مؤمنين آخرين؟ أجابني: عما قريب، سوف أقدمك لبعض المؤمنين في هذه المدينة.
شهرين بعد ذلك، أتى مرة أخرى لزيارتي. قدمني لأحد الإخوة. وهذا الأخ قدمني لمجموعة من المؤمنين في المدينة. ومنذ ذلك الحين أصبحت عضوا بمجموعة من المؤمنين.
ثم سألني. ماذا عنك أنت؟ ماذا تنتظر لتقرر حول الإيمان؟ قلت له: لازالت عندي أسئلة، وأريد أن أفهم أكثر.
قال: ماذا تريد أن تعرف أكثر؟ قلت له: حول التثليت، الروح القدس، ماذا بعد الموت؟ ما هو الفرق بين الإسلام والمسيحية؟ قال: حسنا، لنلتق في الأسبوع القادم، والصديق (س) سيكون هناك ويجيبك حول أسئلتك.
وفعلا، التقينا وجلسنا معا مع الأخ (س). بعد الحديث والأسئلة والأجوبة، قبلت الرب، و آمنت بالمخلص يسوع المسيح. حاليا، أحضر العبادة مرة في الشهر مع مجموعة من المؤمنين.
صلوا من أجل إيمان زوجتي أيضا.