
السلام والإنسان
كثيرون يتحدثون عن السلام في هذه الحياة فما هو الطريق إلى السلام الحقيقي؟ وكثيرون يحاولون إحلال السلام مرة بنـزع السلاح ومرة بالصلح ومرة ثالثة بالاتحاد معا ضد مروجي الحروب وصانعي أسلحة الدمار والفتك، ومرة أخرى نسأل: هل يوجد سلام على على هذه الأرض؟
السلام الذي يعرفه الناس هو السلام الخارجي، السطحي، وهو عدم وجود الحروب والاقتتال. وعندما تتوقف الحرب يقال قد حل السلام في المكان.
السلام كما هو معروف أهم شيئ في حياة الأمم وبدونه لا طعم للحياة لا فيها استقرار ولا أمن ولا حب. نعم للسلام ولا للحرب نعم للحب ولا للكراهية والحقد والأنانية. إشعال فتنة الحرب ستدفع المنطقة بإتجاه العنف والعنف كما هو معروف أيضا لا يخلف وراءه غير مزيد من الفقر والجوع والأمراض
أن السلام يعمل على الرفع من شأن تلك الأمة، والسلام له العدد من الفوائد التي لا يتسع المجال لذكرها كلها فتحقيق السلام يعمل على الاستقرار، ويساعد على نهضة الأمة وتطورها، كما أنه يشجع على التطوير والتقدم في شتى المجالات ، ، لذلك فأن السلام مهم جدا ويساعد على نمو الأمة وتطورها.ولذلك يجب أن تعتمد أي امة على تحقيق مبدأ السلام لكن لا يؤخذ بعين الاعتبار ما يقع بعد ان يحل السلام من جرائم ومصائب، من سرقات أو اغتصاب، أو قتل العشرات، فلا أهمية لذلك عند الناس، المهم هوان الحرب انتهت وتوقف القتال وهذا هو السلام.، اكيد انه جيد وقد لحل السلام لكن هذا المفهوم ناقص لأنه لا يصل إلى جذور المشكلة الحقيقة ولا يبحث عنها .
جيد ان يتحقق السلام الخارجي في المكان والزمان، ولكن الأمة بعد هذا تحتاج الى سلام داخلي يسود بين افراد ومكونات الأمة. تحتاج الى سلام آخر وهو السلام الداخلي الذي يصون وحدتها، سلامتها من الفتن والانقسامات أو مما يدعى بالحروب الأهلية. وان لم يتحقق السلام الداخلي سوف يحدث الذي ورد في كلة الله في الكتاب المقدس
“لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ.” (1 تس 5: 3).
“طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ، وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلًا مُعْوَجَّةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَمًا.” (إش 59: 8).
“اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّةُ.” (أم 14: 34).
وهذا السلام ثلاثة: سلام مع الله، سلام مع الناس، سلام داخل النفس في الفكر والقلب.
الإنسان الذي يؤمن بالمسيح ويعيش في البر ولاستقامة له سلام مع الله.أما إذا بقي في الخطيئة والذنب والمعصية، فهو يفقد سلامه مع الله.
كما قال الكتاب المقدس “لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ” (سفر إشعياء 48: 22). بل في موضع آخر في الكتاب يقول إن الخطيئة عداوة مع الله، لأن الذي يخطئ يبعد عن الله، ويتحدى مشيئة الله لأن ليست مشيئة الله أن يخطئ، ويعطل عمل الروح فيه، وينفصل عن الله..
السلام مع الله الذي هو مصدر السلام حيث يقول المسيج له المجد:
“سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ” (إنجيل يوحنا 14: 27).
“وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 7).
ولذلك إن كانت الخطيئة والمعصية خصومة مع الله، يحتاج الأمر إلى صلح مع الله. غير المؤمن يصطلح مع الله بالإيمان، أما المؤمن الخاطئ فيصطلح مع الله بالتوبة. وبولس الرسول يقول “أُعطينا خدمة المصالحة ننادي اصطلحوا مع الله”، ونص الآية: “َأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ.. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ” (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 18، 20). فالخاطئ يحتاج أن يصطلح مع الله، والله مستعد حيث يقول: “ارجعوا إلي أرجع إليكم” ونص الآية: “فَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ” (سفر زكريا 1: 3).
السلام الصادر من الله يحفظ الإنسان، يحفظه من الشيطان ويحفظه من الأشرار.
قال السيد المسيج: “سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا 14: 27).
“فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ.” (كو 3: 12-15).