
عبر التاريخ ظلت الحرب ظاهرة بشرية ثابتة اجتماعيًّا،واصبحة الحرب جزءًا من الطبيعة البشرية الشريرة؛ فاغريزة العدوانية، وغريزة البقاء والموت لدى البشر، شيء لا مفر منه.
في الحضارات القديمة عرف البشر العنف منذ قرابة 5 آلاف عام مضت، كانت الحرب، ولا تبدو العصور الحديثة استثناءً، في وقتنا الحاضرالحرب لا تتوقف. وهذا من الطبيعة البشرية مند وجود ابناء آدم على لأرض كانت الحروب عبر التاريخ القديم إلى اليوم.
الإنسان لايرى في التاريخ وما حدث فيها من حروب تسببت في الموت و الخراب والدمار فرصة للتعلُّم وأخد العبرة والدروس من تجارب الماضي الدامية فإنه لم يتعلم من الحروب سوى كيف يبداء في حرب أخرى. ومثل هؤلاء سوف ينسون أهوال ومصائب الماضي، ويكررون الخطأ نفسه..
يقول الفيلسوف الألماني هيجل: “الدرس الوحيد الذي نتعلّمه من التاريخ، هو أن أحدا لم يتعلم من التاريخ”. ويبدو أن الحرب هي أكثر دروس التاريخ قسوة، وأجدرها أن تبقى على سطح الذاكرة دوما؛ بما تُخَلِّفه من جروح داميةٍ في أعماق الروح والعقل، جروحٍ نازفةٍ مُتَقرِّحةٍ تبقى مفتوحة على آلامها اللاّمحدودة؛ حتى بعد التئام جروح الجسد. ولكن، رغم قسوة هذه الدروس، فإن أثرها الفاعل لا يدوم أكثر من بضع سنوات، ثم تتكفّل الذاكرة السمكية للإنسان بالنسيان”
كتب احد الكتاب يتسآل:«لماذا الطيبون في هذا العالم هم من يموتون ويقتلون ويعذبون صغاراً وكباراً ؟ لماذا يكون قدر أطيب الطيبين من جميع الأجناس والأديان في أنحاء العالم هم من يعانون ويعذبون ويقتلون؟ لماذا هم وليس الأشرار من الذين يقتلون ويسرقون ويغتصبون ولا يشعرون بأي أسى أو حزن أو ندم؟ ».
صنع السلام ليس من السهل اذ يتطلب الأمر التضحية وان يغير الشخص الخصام الى تسامح ومحبة مقابل االإبتعاد عن أهواء السيطان ومطامعه وترك الخصام والحروب والمنازعات ، يعقوب الرسول في رسالته:يقول من اين الحروب و الخصومات بينكم اليست من هنا من لذاتكم المحاربة في اعضائكم يع 4: 1).
“طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون” وهؤلاء بعد ايمانهم بالمسيح تصبح سيرتهم نبراس يقتدي به الآخرين.
الله خُلق الإنسان وهو يرغب في أن يعيش الإنسان في سلام كامل وشامل.،لكن الإنسان رفض ذالك.، وبدالك العالم فَقَد مصدر الهدوء والاستقرار؛ بسبب ابتعاده عن يسوع المسيح وتعالمه ، الذي هو مصدر السلام كما ورد في (أفسس2: 14) «هُوَ سَلاَمُنَا».
بسلام الله ويزرعوا وينشروا السلام هنا وهناك… بل يقودوا الآخرين إلى رب السلام.
تزداد الحروب والعداوة بين الناس والتناحر والقتال والإرهاب في مختلف بقاع العالم،في كل القارات في أسيا وارويا، أمريكا ،وإفريقيا،. فتم قول المكتوب: «لا سلام قال إلهي للأشرار»، وأيضًا «طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ».
لماذا يعيش معظم الناس بلا سلام وفي انزعاج؟
لأن إبليس الذي قال عنه الكتاب «ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ» (يوحنا8: 44)؛ لذا فلا عجب إن كان يشيع الفوضى والكراهية بين اتباعه. هذا ما أكَّده الرب يسوع المسيح عندما قال لليهود الأشرار «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تعملوا». ألم يذبح قايين أخاه هابيل؟! ويقول الكتاب إن قايين كان من الشرير، أي من إبليس.
توجد في العهد الجديد الإنجيل المقدس أكثر من مئة آية تدعو الناس للتمسك بالسلام ولإيمان بواهب السلام, لينعموا بالسلام.،ويصبحوا من صّناع السلام يدعون للسلام.ويكونوا من الذين قال عنهم الكتاب المقدس” طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض “وعد الله الودعاء بالأرض: «طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض” هؤلاء ينعمون بالسلام الحقيقي يعيشون مع ملك السلام فأي شيء يمكن أن يفصلهم عن واهب السلام,,ففي الضيقة لهم سلام الله وفي الضيقات والأزمات لهم سلام مع الله, في موتهم فرحون وفي حياتهم يتنعمون بالفرح والسرور بسلام الله ويزرعون وينشروا السلام هنا وهناك… بل يقودوا الآخرين إلى الإيمان برب السلام. وشعارهم هو«لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. » (رو 14: 8).
عندما يمتلئ القلب با الإيمان بالمسيح، رب السلام الذي قال : «سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. »” (يو 14: 27).. عندها يفيض القلب سلامًا وهدوءًا، مع نفسه ومع من حوله. وعندما يملك الروح القدس في الحياة؛ يفيض ثمره الكثير في الحياة والتي هي «مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ. »
وما أروع أن نعمل السلام مع من حولنا في علاقتنا بهم،. لذلك يشجِّعنا الكتاب المقدس بالقول «إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ» (رومية12: 18)، وأيضًا «اتبعوا السلام مع الجميع» (عبرانيين12: 14)،)
فهل يا ترى يوجد من يصنع سلامًا وسط هذا العالم المنزعج؟
.يحتاج الناس من حولنا لمن يخبرهم عن مصدر السلام وطريق السلام. هذا من خلال الإعلان عن خلاص المسيح لهم «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ» (رومية10: 15). « لذلك نسعى كسفراء نطلب عن المسيح أن يتصالحوا مع الله. ».
أصنع أنت سلامًا! هذه دعوة من الله لك من خلال الموجود في الكتاب المقدس، رغم أننا نعيش في عالم ملئ با الحروب ولأزما ت الإقتصادية والبئية ولأخلاقية والأوبئة وا لبغضاء والكراهية ووالنزاعات في كل مكان،. وهذا سيكون ممكنًا لنا فقط عندما يحل المسيح بالإيمان في القلب، عندما نتشبع بسلامه، فنستطيع أن نشيع سلامًا لمن حولنا.