
طريق وسط الثلج
في مدينتي إذ يحل فصل الثلج يفرح الأطفال جداً، حيث يجدون فرصتهم للعب في الثلج، فيقيمون تماثيل من الثلج في الحدائق ويتركونها طوال فترة الشتاء، حتى متى حل الدفء تذوب.
مع سقوط الثلج في بداية فصل الشتاء صارت الحديقة كلها بيضاء، وخرج ثلاثة أصدقاء يلعبون معاً. قال احدهم، هلم ندخل في سباق، فنصنع طريقاً بين الثلج بأحذيتنا، كل منا يسير على الثلج باستقامة حتى السور، لنرى من الذي يصنع طريقاً مستقيماً تماماً.
ابتعد الثلاثة عن بعضهم البعض، ثم بدءوا يسيرون ويضغطون بأحذيتهم على الثلج.
فجأة وجد الأول نفسه قد انحرف تماماً عن السور. والثاني ظن أنه قد صنع طريقاً مستقيماً لكنه بعد أن بلغ السور تطلع إلى الطريق الذي صنعه بحذائه فوجد نفسه قد أنحرف من هناك يميناً ويساراً. وأما الثالث فصنع الطريق مستقيماً تماماً.
تساءلوا فيما بينهم لماذا لم ينجح الأول والثاني في إنشاء طريقِ مستقيمِ إذ صنع الأول طريقاً منحرفاَ والثاني متعرجاً، بينما نجح الثالث في ذلك وكانت إجابة الصديق الثالث:
قد كنتما تتطلعان إلى أسفل وأعينكما على قدميكما لذا انحرفتما في الطريق، أما أنا فقد صوبت نظري إلى الشجرة التي أمامي على حافة السور ولم أمل بنظري يمينا أو يساراً، ولا إلى أسفل لذلك جاء الطريق مستقيماً.
حياتنا هي سباق بين البشر، فمن يسلك في الطريق الملوكي يبلغ إلى السماء بلا انحراف ولا تعرج وسط ثلج هذا العالم… كثير من الناس يشتهون السلوك المستقيم لكنهم يشعرون بالعجز، ويعللون ذلك بأنهم بشر ضعفاء، عاطفيون، وان العالم جذاب، أو الحياة قاسية. لكن سبب الانحراف أو التعرج هو عدم تركيز عيني القلب على شجرة الحياة، ربنا يسوع المسيح.
حسنا أن نعترف بضعفاتنا، ونحذر إغراءات العالم وحيل عدو الخير، لكن يلزمنا أولاً وقبل كل شيء تركيز أنظارنا علي مسيحنا. هذا هو الجانب الايجابي الذي يسندنا في النمو الروحي عوض الانشغال بالسلبيات.
إن أردنا أن نسلك باستقامة يلزمنا ألا نتطلع إلى تراب هذا العالم والوحل، كما لا نلهو بمباهجه وإغراءاته، لأنها تنحرف بنا عن الطريق الملوكي، وأيضا لا نتطلع إلى ذواتنا، بل نرفع أعيننا إلى فوق ونتطلع إلى مسيحنا فيحملنا فيه، الطريق الإلهي الملوكي الذي لا يحمل انحرافاً.
يقول الرسول بولس “لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس ألإيمان ومكمله يسوع.” عب 12 : 1 ،2