
تعتبر الحضارة السومرية التي نشأت في أرض العراق عام خمسة آلاف قبل الميلاد، وتعد أقدم حضارة في تاريخ الإنسانية، ، وكان لها الأثر الكبير في نشأة وتطور الحياة والإنسان. وبعض ما توصّلوا إليه ما زال معتمدًا حتى يومنا هذا.
نشأت الحضارة السومرية ببلاد الرافدين ( العراق حاليا) في الألف السادسة قبل الميلاد، وسمية بـ”سومر” نسبة إلى موقعها، حيث كانت تقع بين نهري دجلة والفرات في العراق، وامتدت بعد ذلك إلى سورية ومنطقة الخليج العربي، ولم تحدد بعد أصول السومريين ، العلماء يرجحون بأنهم من الأقوام الذين قاموا بالهجرة من شمالي العراق إلى جنوبه، عند مصب نهري دجلة والفرات.
وعرف عن تلك الحضارة السومرية من خلال العثور على بقايا الألواح الطينية، والتي دونت بالكتابة المسمارية، حيث تعود للحضارة السومرية استخدام أول أبجدية عرفها التاريخ، والمعروفة با الكتابة المسمارية، والتي تم اكتشافها مكتوبة على الألواح الطينية، وسميت بالخط السومري او المسماري، وقد استمرت الكتابة السومرية حوالي ألفي عام، واستخدمت كلغة للتواصل بين السومريين وبين الحضارات الأخرى، كما دونوا تاريخهم وعلومهم المختلفة باستخدام هذه اللغة
ويعتبر الشعب السومري من أقدم الشعوب التي ابتكرت طريقة خاصة لكتابة لغتها المحكيّة بين الألفين الرابع والثالث ق.م. كانت الكتابة السومرية من أروع ما خلّفه السومريون كتب السومريون على ألواح من الطين الطريّ بأقلام من قصب أو خشب أو معدن أو غير ذلك من المواد القاسية. وسمّيت كتابتهم بالكتابة المسمارية أو الأسفينية لأنّ الكاتب كان يضغط بقلمه على الطين ويجرّه فيبدو أوّل الخط عريضًا، ثم يرق تدريجيًا ويصبح محدّد الرأس عند نهايته فيظهر كأنه مسمار أو آسفين.
وعند الانتهاء من الكتابة كان الكاتب يضغط على الطين ويعيد تسوية سطحه إذا أراد أن يمحو ما كتبه. أمّا إذا رغب في الاحتفاظ بما كتبه إلى أمد طويل فقد كان يعمد إلى شيّ اللوحة في فرن خاص، فتتحوّل إلى آجرة قاسية لا تتفتّت أو تنكسر بسهولة. ودوّن السومريون أساطيرهم وملاحمهم ورسائلهم وصكوكهم ولوائح البضائع والأسعار وغير ذلك مما يحتاج إلى تدوين على لوحات من هذا النوع.
بفضل هذه المادة الليّنة استطاع كُتّابهم الماهرون الاحتفاظ بالسجلات وكتابة الوثائق وتسجيل الممتلكات والأحكام القضائية. وكانت الكتابة السومرية تُقرأ من اليمين إلى اليسار.
وكان السومريون يهتمون بالأدب اللغة ويتفنّنون في التعبير عن مشاعرهم بمختلف الأساليب ويبتدعون الملاحم والأساطير والقصص والرثاء والأمثال وغير ذلك. وقد عالجوا المواضيع المتعلّقة بعقائدهم الدينية التي تتحدّث عن الآلهة والحياة والموت ،وتعتبر ملحمة جلجامش المشهورة التي ترجمها إلى العربية الدكتــور أنيــس فريحــة، من أشهــر مــا وصلنــا من تراثهـم الأدبــي.
في البداية اشتغل السومريون في الزراعة كأول حرفة وحوّلوا الصحراء إلى جنائن خضراء. فقد خطّطوا لقنوات نقل المياه بمهارة فائقة وحفروها بإتقان عظيم لنقل الفائض من مياه الفرات ودجلة إلى المناطق العطشى ، ثم امتهنوا الصيد والبحث عن الثمار والنباتات البرية، واستفادوا من الحيوانات، ومن لحومها وحليبها وجلودها، ويعتبر السومريون هم أول من عرفوا دبغ الجلود، وغزل الصوف ثم. تطورت حضارة سومر في الهندسة، حيث شيدوا المدن الشهيرة عبر التاريخ وهي: (أور، لارسا، ونيبور) وغيرها، كما بنوا العديد من القصور الضخمة والأروقة، وقاموا بتخطيط المدن الكبيرة وتعمل بالتجارة ، وقاموا باصدار القوانين والشرائع والأنظمة ونشروها، كما عرفوا الفنون التشكيلية والموسيقى، حيث أنهم اخترعوا الآلات الموسيقية البدائية، ، كما كونوا فرقا للإنشاد في المناسبات وفي دور العبادة.
ويعود الفضل في وضع التقويم الشمسي والقمري إلى الحضارة السومرية، فهم أول من عرف علم الفلك، ومن خلاله اكتشفوا مواعيد الفصول السنوية الأربعة
اعتقد السومريون أنّ مصير الإنسان مرتبط بمراقبة الكواكب والنجوم، وأنّه يمكن التنبُّؤ بمستقبله برصد الأجرام السماوية ومراقبة حركاتها، لذلك، راقبوا النجوم مراقبة دقيقة واهتموا بزيادة معرفتهم بطبيعتها وكل ما يتّصل بها.
وقد نشأ عن ذلك علم التنجيم (أسترولوجي) الذي لعب دورًا مهمًا في الحضارات الأخرى. وما زال بعض ما توصّلوا إليه في هذا العلم معتمدًا حتى الوقت الحاضر.
المراجع :